السبت، 21 يونيو 2008

الناخبون والأحزاب.....أيتام على مأدبة اللئام

ان عدد الأحزاب في بلادنا السعيدة يربو على 28 حزبا وتتتميز جل هذه الأحزاب بخاصية التفريخ السريع فهي في تناسل مستمر كالولود غير الودود حتى أن الكثيرين لا يعرفون لها أولا من اخر خاصة وأن النوم يضرب على اذانها طيلة الفترة الفاصلة بين الانتخابات كيف لا وسبات أحزابنا أطول من سبات الدب القطبي نفسه وقد رزقها الله "أي الاحزاب" أخلاقا قل نظيرها في هذا الزمن من سكوت على الدفاع عن حقوق المواطنين مطبق, ناسية او متناسية ان هذا المواطن المغربي هو الذي أدخلها البرلمان لكي تدافع عنه وعن مصالحه أو ربما أنها تظن أن ناخبي المريخ هم الذين انتخبوها وبما أنها الان على الارض فهي منهم في حل..ان الزوبعة الاخيرة التي اثارتها قضبة تجديد الثلث في الغرفة الثانية للبرلمان لهي من النماذج القليلة التي نرى فيها عورة الأحزاب مكشوفة بعد فضيحةالرشى ليس لأن الأحزاب المغربية فيما مضى كانت نزيهة ويدها نظيفة بل لأن "المخزن كان داير عين ميكا" عن سبق اصرار وترصد ومع قرب انتخابات 2007 ستبدأ حفلات الرشاوى وسيبدأ الكرم الحاتمي للاحزاب والذي تمن به على الناخبين لغرض في نفسها ولعل أبرزالطرق في ذلك تنقسم الى قسمان رشاوي مباشرة"هاك وصوت علي" وغير مباشرة كالعراضات حيث ان المرشح يدعوا الناخبين الى مادب الاحلام على شرف الخرفان السمان لانه يعلم ان نقطة ضعف المواطن المغربي الفقير هي بطنه فيملؤها لك بما لذ وطاب من انواع الطعام"باش تصوت عليه ويضرب الميزانية ديال المدينة كاملة" فاياك ثم اياك ان تكون من جملة الأيتام على مأدبة اللئام.

دمقراطية الانتقال... بلدة طيبة وبرلمان شخور

اذا سمعت فيما سمعت المجتمع الديمقراطي الحداثي أوبلاد الحق والقانون الى غير ذلك من اللغط المتفشي في المغرب فراجع عاجلا الطبيب لأنه مرض خبيث عافاك الله منه تبثه تلفزة دار البريهي عدد سنين أو يزيد ويبدوا أن ديمقراطيتنا الانتقالية ستكون واقعا معاشا ملموسا اذا قدر الله لك ان تعيش ما عاش نوح لأن ديمقراطيتنا "دايرة بحال لومبلونس تجي معطلة ولا متجيش" ونحن نحسن الظن وان كان بعض الظن اثم فمن وجوه ديموقراطيتنا المغربية العريقة الضاربة جذورها في قلوب الساسة وصناع القرار..البرلمان والذي منذ ان وعيت أن لدينا برلمانا بغرفتين لم أسمع بهما تهشان أو تنشان والحكومة "سلام على الحكومة بلدة طيبة وبرلمان شخور" فأنت ان تسمع لقولها ظننت انك في ارقى بلاد الله حرية ودمقراطية وان ترى أفعالها علمت انك في بلاد من بلدان العالم الثالث "المزروط خريجوه" والمضرب عن الطعام أساتذته الباحثون وأخيرا أبشركم ساءت البشرى ان الديمقراطية في مغربنا ماهي الا ديمقراطية انتقال أبدي ولمن ينتظرون منها أن تصبح ديمقراطية قحة اقول لهم ...ان غدا لناظره بعيد....